جنيُّ الشِّعْر
ويسحرني بها ثغرٌ وجيد
ويأسرني لها قدّ عميد
أغضُّ الطرف عن سحر اللميًا
فيأتي من رسولِ الشعر أمرٌ
أمير الشعر جِنِّيٌ مريدُ
يلاحقني يطوف الفكر كيداً
يَشِي للقلب زيفاً ما يكيدُ
يراودني يعاندي مُلِحَّاً
كأنِّي في الفلا صيد طريدُ
فيرمي السطر في كفيَّ قيدٌ
ويلقي الحبر في جوفي وقود
ويقدح في زناد الحسِّ ومضٌ
كَتيَّارٍ فينتفضُ الوريد
وينفِثُ في يباسِ القشِّ خُبثاً
فيشعلني وتشتعل الحصيد
وناهدةٍ يزينُ الخدَّ خالٌ
كأخت الشمس في بردي تُقيد
شعاع من قلائدها ينادي
كأنَّ الوهج يعكسه الجليدُ
ويسحبني لفك اللغز زرٌ
بأنملةٍ سَعَتْ سكرى تميدُ
لناحيةٍ يسارَ القلب مالت
يمينَ الشوق تغدو أو تعود
وتوغل في حنايا الغصن ترمي
تُفيحاتٌ ترصّعها ورود
فتسْبِرُ ما خبا من حر جمرٍ
ونار العشق إن سُبِرَتْ تزيدُ
فتهمس لي تناجيني نهود
وإنَّ النهد لو ناجى يجود
دعينا نسرق اللحظات قسراً
فإن بِادَت ثوانينا نبيد
وإنَّ الوقت قاطِعنا كسيفٍ
حثيث الخطو تدنيه اللحود
فهزي من قراب الصدر واسقي
ظميئاً صاده لحظٌ شَرُودُ
فعذب الماء لو يهمي سبيلاً
ويفسدُ إن أطال به الركود
فماطت عن محياها لِثَاماً
بدا كالبدر تحرسه الجعود
وهَمَّت من زلال الشهد سُقيا
فخير الغيث ما جادت عنودُ
إذا الانفاس جنت واستشاطت
فحلمك والحجا لا لا يفيد
دع الآهات تعلو ثم تعلو
يردِّد لحنها طيرٌ غَريد
مع الشهقات راقصها وخَلِّ
يدندن وقعَها نغمٌ وعود
الشاعر
رائد سويدان
ٱلنٌےـفُےـمِےـ ٱلحًےـٱئر
سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق