السبت، 15 أكتوبر 2022

بَانيَّةُ اٌلْمَبْنَى...الشاعر:محمد المطاوع // تونس

 

بَانيَّةُ اٌلْمَبْنَى

مَا كُنْتُ أَحَسَبُ أَنَّ بَحْرَ رِكَابِهَا
صَعْبُ اٌلْقَوَافِي مُحْكَمُ اٌلْأَوْزَانِ
بَانِيّةُ اٌلْمَبْنَى تَأَلَّقَ حُسْنُهَا
فِي مُنْتَهَى نِصْفٍ لِعِقْدٍ ثَانِي
لَيْلٌ تَجَهَّمِ فِي خُصُوبَةِ شَعْرِهَا
حَفَّ اٌلْجَبِينَ وَ أَسْفَلَ اٌلْأذَقانِ
وَ اٌلعَيْنُ سَهْمٌ قَاتِلٌ وَ اٌلْحَاجبُ
قَوْسٌ بِقَبْضَةِ رِمْشِهَا اٌلْوَسْنَانِ
وَ اٌلْأَنْفُ كَاٌلْبَطَلِ اٌلْمُحَارِبِ ثَابِتٌ
لَمْ يَنْهَزِمْ فِي صَوْلَةِ اٌلْفُرْسَانِ
عَسَلِيَّةٌ، وَ اٌلْخَدُّ بَسْمَةُ وَرْدَةٍ
وَ اٌلثَّغْرُ وَ الأسْنانُ و اٌلشَّفَتَانِ
زَهْرٌ تَشَابَكَ فِي اٌلرَّبِيعِ بِرَوْضَةٍ
فَبَدَا بَدِيعًا زَاهِيَ اٌلْأَلْوَانِ
وَ اٌلْجِيدُ كَاٌلْألْماسِ فَاقَ جَمَالُهُ
لَمَسَاتُ بَدْرٍ حَالِمٍ وَلْهَانِ
فَنَنٌ إِذَا مَادَتْ ذَوَائِبُهُ اٌشْتَكَى
مِنْهُ اٌلْمُرَادُ لِرَبِّهِ اٌلرّحْمَانِ
وَ غَدَا اٌلْفُؤَادُ مُتَيَّمًا بِدَلَالِهِ
وَ سَرَى بِآفَاقِ اٌلجَوَى وِجْدَانِي
وَ لَهَا طِبَاعٌ حَسْبَ ظَنِّي كُلُّهَا
مَحْمُودَةٌ كَجَمَالِهَا اٌلْفَتَّانِ
تَمْشِي اٌلْهُوَيْنَى كَاٌلْمَلَاكِ رَشَاقةً
بِاٌلصَّوْتِ سِحْرٌ كَوْنُهُ رَبَّانِي
هَيْفَاءُ نَجْلَاءُ اٌللِّحَاظِ كَأَنَّهَا
غُصْنٌ سَوِيٌّ سَيِّدُ اٌلْأَغْصَانِ
وَ قَوَامُهَا لَوْ لَا اٌلْغَزَالُ بِأَرْبَعٍ
قُلْنَا غَزَالًا مِنْ بَنِي اٌلْغِزْلَانِ
دُونَ اٌلصَّبَايَا بِاٌلْحَيَاءِ تَجَمَّلَتْ
مَا غَرَّهَا خَبْطُ اٌلْبَنَاتِ اٌلْفَانِي
بِاللهِ يَا شَوْقِي اٌلْمُحَمَّل أَنَّةً
هَوِّنْ عَلَيَّ دَلَالُهَا أَضْنَانِي
فِي خَاطِرِي رَغْمَ اٌلتّجَلُّدِ رَغْبَةٌ
لِخِطَابِهَا وَ عَدَلْتُ يَا إِخْوَانِي
خَوْفًا مِنَ اٌلْإِحْرَاجِ، قَدْ لَا تَشْتَهِي
فَأَجُرُّهَا لِحَبَائِلِ اٌلشَّيْطَانِ
وَ أَنَا مُصِرٌّ أَنْ أَصُونَ عَفَافَهَا
لِتَحِيدَ عَنْ دَوَّامَةِ اٌلْأَدْرَانِ
وَرْدٌ كَذَاكَ اٌلْوَرْدِ لَيْسَ مَكَانَهُ
تُرْبَ اٌلسَّفَالَةِ مَوْطِنَ اٌلْجِرْذَانِ
طَيْرٌ كَذَاكَ اٌلطَّيْرِ يَرْخُصُ شَأْنَهُ
إِنْ بَاتَ بَيْنَ اٌلْبُومِ وَ اٌلْغِرْبَانِ
جَبَلٌ تُتَوِّجُهُ اٌلثُّلُوجُ مُقَدَّسٌ
وَ شِفاهُهَا كشَقَائِقُ اٌلنُّعْمَانِ
دُرٌّ بِقَاعِ اٌلْبَحْرِ فِي صَدَفَاتِهِ
بِاٌلْغَوْصِ صَعْبٌ فِي حِمَى اٌلْخِلْجَانِ
كَصَبَاحِ نَيْرُوزٍ صَبَاحَةُ خَدِّهَا
بَيْنَ اٌلْبَيَاضِ و حُمْرَةِ اٌلْمَرْجَانِ
هَذَا اٌلّذِي يَنْمُو اٌلشُّعُورُ بِسِحْرِهِ
وَ يَطِيبُ فِيهِ اٌلْعَيْشُ لِلْفَنَّانِ
أغْتَاظُ إِنْ يَلْهُو بِهِ مُتَرَبِّصٌ
خِسِّيسُ عَقْلٍ فَاقِدُ اٌلْإِحْسَان
مَنْ مُبْلِغٍ عَنِّا اٌلْحَبِيبَ سَلَامَنَا
وَ هُيَامَنَا فِي أَقْصَرِ اٌلْأَحْيَانِ
مَا أَتْعَسَ اٌلْقَلَمَ اٌلّذِي فِي حَوْزَتِي
مِنْ حَظِّهِ اٌلْمَنْكُوبِ أَنْ يَلْقَانِي
مَا ذَنْبُ لَفْظٍ مِنْ حُشُودِ بَيانِهِ
أَنْسَامُ عِشْقٍ غَايَةُ اٌلْفِتْيَانِ
حَمَّلْتُهُ مَا لَا يَطِيقُ لِأَجْلِهَا
فَأَذَاعَ أَمْرِي نَاشِرًا كِتْمانِي
يَا أَيُّهَا اٌلْقَلَمُ اٌلرَّشِيقُ وَ رَقُّهُ
عُذْرًا لِجَهْلِي هَجْرُهَا أَشْقَانِي
سَئِمَتْ عِبَارَاتِي زَفِيرَ سَذَاجَتِي
فَتَعَثَّرَتْ فِي مَدْرَجِ اٌلتِّبيَانِ
تِلْكَ الّتي وَحْيُ اٌلشُّعُورِ يَزِفُّهَا
أُنْشُودَةً سِحْرِيَّةُ اٌلْأَلْحَانِ
تَشْقَى اٌلْحُرُوفُ فِي قَصَائِدِ وَصْفِهَا
وَ تَكِلُّ بَحْثًا فِي قُرَى اٌلْعُرْبَانِ
لَمْ يُرْضِ ذَوْقِي مَا حَطِبْتُ بَلاغَةً
تَبْدُو لِعَيْنِي فَوْقَ كُلِّ بَيَانِ
هَذَا اٌلَّذي أَدْرَجْتُهُ في وَصْفِها
لَا يَحْتَوِي رُكْنًا مِنَ اٌلْأَرْكَانِ
مَاذَا أَقُولُ وَ قَدْ نَفَضْتُ كِنَانَتِي
وَ بَلَغْتُ شَأْوَ اٌلْقَوْلِ مَا أَرْضَانِي
سَأُضَمِّخُ اٌلزَّيْتُونَ مِنْ طِيبِ اٌلْمُنَى
وَ مَعَ اٌلْخَيَالِ أَطوفُ فِي اٌلْأَكْوَانِ
بَيْنَ اٌلصَّنَوْبَرِ فِي اٌلْجِبَالِ و هَا هُنَا
وَ هُنَاكَ أَيْنَ مَدَافِنُ اٌلْبُرْكَانِ
وَ عَلَى اٌلضِّفَافِ اٌلْخُضْرِ أرْفَعُ رَايَةً
خَفَّاقَةً مِنْ مُهْجَتِي لِقِرَانِي
وَ أَمُدُّ لِلْوَادِي عَلَى كَفِّي رُؤًى
فَيَّاضَةً بِمَشَاعِرِ اٌلْإِيمَانِ
فِي خِلْوَتِي لَمَّا أُنَاجِي وِحْدَتِي
وَ أَنِيسِيَ اٌلْمِصْبَاحُ فِي دِيوَانِي
وَ سَجَائِرِي تَقْتَاتُ ثَمْرَةَ قُوَّتِي
وَ اٌلشَّايُ فِنْجَانٌ مَعَ اٌلْفِنْجَانِ
وَ دَفَاتِرِي مَنْشُورَةٌ فِي جَانِبِي
نَثْرٌ وَ شِعْرٌ، قِصَّةٌ وَ أَغَاني
أَشْكُو حَبِيبًا لَمْ يُبَارِحْ طَيْفُهُ
فِكْرِي، كَرِهْتُ مَرَارَةَ اٌلْفِقْدَانِ.
محمد المطاوع تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشاعر: محمد الدبلي الفاطمي

  ضاقتْ بما فَعَلوا قُلْ لي بِرَبّكَ هلْ ضاقتْ بنا السُّبُلُ أمِ العَقيدَةُ قدْ ضاقتْ بما فَعَلوا نَبْكي ونضْحَكُ والمأْساةُ قدْ كَبُرتْ واس...