( أَيُّ حَضارةٍ هذِهِ)
أَيََّ عَصرٍ نَعِيشُ ؟ أَيَّ حَضَارَهْ؟
إِذْ يَرَى العَدلُ في الرُّقِيِّ احتِضارَهْ
أَتخَمُونَاً تَشَدُّقَاً وافتِخارَاً
وَكثِيرٌ مِنَّا أَبَانَ انْبِهَارَهْ
والقَوانِينِ وازدِهارِ العِمارَهْ
وَرَفاهٍ كَمِ ارتَوى مِنْ دِمانا
لِنَراهَا فِيْ الوَجْهِ مِنْهُم نَضَارَهْ
إِزدَرَوْا كُلَّ أُمَّةٍ وَحَضَارَهْ
وادَّعَوا أَنَّهُمْ لِكُلٍّ مَنَارَهْ
وَأََعَزُّوا الكِلابَ قَدرَاً فَصارَت
صَحبَهَم فِي فِراشِهِمْ والحَارَهْ
أَطعَمُوهَا مالَمْ يُذِيقُوا فَقِيْراً
عَاشَ يَجْنِيْ الغِذاءَ بِالقَطَّارَهْ
أَيَّ عَصرٍ نَعِيشُ؟ أَيَّ حَضارَهْ؟
سَيْطَرَت فِيْهِ أُمَّةٌ مُنْهَارَهْ
لَمْ تَجِد فِيْ سَعَادَةِ المَرءِ إِلَّا
عَلَفَاً يَشْتَهِيْهِ ، أَو فِيْ دَعَارَهْ
وَرَأَت في السِّوَى مَصَادِرَ رِزقٍ
وَثَراءٍ ، وَنَعجَةً دَرَّارَهْ
أَيُّ عَصرٍ تُراهُ؟ أَيُّ حَضارَهْ؟
كُلُّ رِبْحٍ لَنَا لَدَيْها خَسَارَهْ
عَالَمٌ يُوقِدُ الحُرُوبَ لِكَسْبٍ
ثُمَّ يَرمِيْ عَلَى الوَرَى أَقْذَارَهْ
وَيُنادِيُ بِتَسوِيَاتٍ وَعَدلٍ
وهْوَ يُخْفِيْ عَنِ الدُّنى أَسرَارَهْ
ونَواياهُ التِّي تُبَيِّتُ شَرَّاً
وَسُلُوكَاً مُخَرِّبَاً وََحَقَارَهْ
أَنْهَكَ الفِكْرَ فِيْ ابْتِكارِ سِلاحٍ
مِنْهُ باتَ الجميعُ يَخشَى دَمارَهْ
أَيَّ عَصرٍ نَعِيشُ؟ أَيَّ حَضَارَهْ؟
لَمْ يَعُد لِلْفَناءِ غَيْرُ إِشَارَهْ
شعر ؛ زياد الجزائري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق