( مِنْ وَحيِ الخَرِيفِ)
أَفاقَ الخَريفُ طُيورَ الخَيالْ
فَلاحَت لِغَينيْ فُتونُ الجَمالْ
بَدِيدُ غُيومٍ يُغَطِّيْ المَدَى
وَشمسٌ تُطِلُّ وَحِيناً ظِلالْ
وَأَنسامُ عِشقٍ غَزَت مُهجَتيْ
إِذِ الجَوُّ في رِقَّةٍ واعتِدالْ
أَجوبُ الحُقولَ بِرِفْقٍ وَقَد
تَغاوَت بِثَوبِ الهَوى والجَلالْ
وَقَد أَنْحَلَ العُريُ أَشجارَها
وأوراقُهَا تَخشى دَوسَ النِّعالْ
إذا أخطو أسمعُ شَكوى لَهَا
وقَد تَجمَعُ الرِّيحُ مِنها تِلالْ
تَلوحُ دَنانيرَ مَنثورةً
فَأُوشِكُ أَمْلأُ مِنها السِّلالْ
سَباني الخَريفُ بِإِ يحائِه
فَكَمْ في ضَميري لَهُ مِنْ سُؤالْ
صَديقي الخريفََ أَيا مُلهِمِيْ !
أَحُلمُكَ مِثلِيْ بَعِيدُ المَنالْ؟
يَقولونُ تاجُ الفُصولِ الرَّبِيعُ
فَهَلْ صَدَقَ القَومُ فِيما يُقالْ ؟
جَمالُ الرَّبيعِ يَراهُ الوَرى
وفِيكَ يَرى المُبدِعونَ الجَمالْ
تُثيرُ بِهِمْ ساحِراتِ الرُّؤى
وتُوقِدُ فِيهِمْ سِراجَ الخَيالْ
وَتوقِظُ إِحساسَهُم والمُنى
فَيَشتاقُ عُشَّاقُهُم لِلوِصالْ
وَعُريُ حُقولِكَ خَلْقٌ جَدِيدٌ
كَما يَحلُكُ اللَّيلُ قَبلَ الهِلالْ
تَرَيَّثْ لِأَرشُفَ مَنكَ القَصيدَ
وَأَقطِفَ مِنكَ شَهِيَّ الغِلالْ
شعر ؛ زياد الجزائري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق