أيّها المنبتّ...
القابع في غياهب...
سجن دجاك الرّهيب
أيّها القانع الخانع...
يا من ارتضيت...
جمود العيش الرّتيب
أيّها التّائه...
في ملكوت النسيان...
تنادي... وما من مجيب
تجبر العثرات...
ولا تجد حين عثرتك...
من هو منك قريب
تغدق كرما...
وتصنع أملا...
ضيّقٌ كونك وهو رحيب
تنثر فرحا...
وتطَيِّب جرحا...
فتسمع النعيق والنّحيب
تلتمس لهم عذرا...
ولهم بدل العسر يسرا...
ودوما عليك التّثريب
تفتح قلبك وبابك...
تواسيهم وتنسى عذابك...
تؤنسهم وتظلّ الغريب
تؤثرهم على نفسك...
بمشاعرك وبقبسك...
وليس لك من طيّبهم نصيب
ينسونك ولا تنسى...
تعطف ولا تقسا...
هم الأحبّة ولست الحبيب
تفردهم بالمديح...
بالحرف واللّسان الفصيح...
وهم من عليك زلّتك يعيب
في الجدب والقحط...
يطالعونك كأسوإ رهط...
ويطؤونك وطأ المرج الخصيب
يرومون قربك وقرابك...
ويستعذبون عذابك...
وينسونك في زمنك العصيب
حسبي اللّه...
فما سواه واللّه...
يطفىء فيّ اللّهيب
ميلاد محمود ميلاد (تونس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق