خفايا القِناع
عمر بلقاضي / الجزائر
***
لَهفِي على زمَنِ البُيوتِ المُؤمِنَهْ
زمَنِ الطّهارةِ والخِلالِ الصَّيِّنهْ
كانتْ لدَى أهل الخنا مُستَهجَنَهْ
فتَرَى التَّجاوُزَ للحدودِ سماحةً
وترى الدَّناءةَ في الرُّؤى مُستوطِنَهْ
وترى السِّفاحَ حضارة ًعند الأُلَى
جعلوا القصورَ زَرَائِباً مُتعفِّنهْ
فسلوا التي كَمْ تدَّعي أنَّ الهَوَى
حَظٌّ لها في عِيشةٍ مُستحسنَهْ
كم تدَّعي أنَّ القَرينَ يَحُوطُهَا
بالحبِّ مثل مليكةٍ مُتمكِّنهْ
***
لو كانَ يَصدُقُ ما رماكِ لنزوةٍ
وغدا يميلُ إلى اللُّحومِ المُنتنهْ
لا تستفزِّي بالمشاعرِ شِعرَنا
إنَّ الحقائقَ في حياتكِ مُحزِنهْ
أوَ تحسبينَ جوى النُّفوسِ زريبةً
كي تُقنعيها أن مثلك فاتنَهْ
فلتنزِعِي ذاك القناعَ فإنَّهُ
يُخفِي البشاعةَ والهمومَ المُوهِنَهْ
وَلْتُظهرِي وجهاً عبوساً ذابِلاً
يُبدي التَّعاسةَ بالخطوطِ الدَّاكِنهْ
إنَّ المهانةَ في النُّفوسِ طبيعةٌ
لا تَرْتَضي إلا الخِلالَ الوَاهنَهْ
هلْ تذكرينَ وقد أتاكِ بمُومِسٍ
أزرى فراشَكِ بالأمورِ الشَّائنهْ
أم تذكرينَ وقد شَراكِ كسلعةٍ
تُزْجَى بِرخْصٍ للعيونِ الخائنهْ
إنِّي قصدتُكِ بالنَّصيحةِ صادقاً
حِفظاً لعرضِكِ في الظُّروفِ الرَّاهِنه
فدَعِي التَّظاهُرَ بالسَّعادة في الهوى
كلُّ المَخازي في الدُّثُورِ اللَّيِّنهْ
طَمَعاً رَكَنتِ إلى جِدارٍ مائِلٍ
لا لنْ تكونِي بالوَضاعَةِ آمِنهْ
فلَسوفَ يُفضَحُ من قَبِلتِ بِعُهْرِهِ
ويصيرُ حتمًا مِنْ حَديثِ السَّاكِنهْ
ولَسوفَ يَغدو في القصائدِ عِبرَةً
لِبَنِي الوَرَى بالخَافِياتِ السَّاخِنهْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق