(سيدي الإنسان )
يا أيها الإنسانُ ضلتْ في الطريق خطاكْ
وغدوتَ تمشي في مسالك للهلاكْ
عد لنفسك سيدي قبل الندمْ
إن الحياة سيدي ساعات تمضي مسرعةْ
والدنيا شمطاء عجوز خادعةْ
هي في فنون الزيف تبدو بارعةْ
وفي النهاية لا يكون سوی العدمْ
إن الطريق واضحٌ وهو الطريق المستقيمْ
فيه معالم للهدی فيه شفاء للسقيمْ
فيه قلوبٌ قد بدت تحيا بأفياء النعيمْ
فاشحذ له عزم الهممْ
انظر إلی تلك القبور بنظرة متأملةْ
ضمتْ أناساً كانت لغد آملةْ
نسوا بأن الدنيا دار زائلةْ
واليوم ولی الجسم منهم وانهدمْ
فاذرف دموعك سيدي
فلعلها تمحي الذنوبْ
ابكي لعمر قد مضی
في حيرة بين الدروبْ
إن الدموع شفاء حقا للقلوبْ
داوي بها قلبا يعاني من الألمْ
إن الحقيقة ما أقول
فليس في قولي خداعْ
فاسمع كلام مجربا
قد غره ذاك المتاعْ
قد كان يمشي تائهاً
والقلب يحفل بالضياعْ
والآن صار بكل خير متسمْ
[ هاني بدر فرغلي ]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق