وسط القبور يعيش القدر
يبكى الامس ويتدهور جوعا
يلتحف البرد ويصرخ الما
ولا يجد أحدا حرا ومجيب
الصمت القاسى متكبر اعمى
لا مفر ولا مهرب من الإغلال
و السجان قوى و غليظ القلب
لم يرحم شيخا الزمن احنى ظهره
ولا عجوزه وحيده تعانى وتصرخ
الفجر يخشى ظهوره كالماضى
فالسياف والنطع والجمهور متربص
المؤذن يدعوا الناس لصلاة الغائب
على ضيف جديد وغريب اخرص
أنه رغيف القمح الاسود للفقراء
أعلنوا بالأمس أنه به سم قاتل
وأنه سرق ليلا من أفواه الجوعى
القمح سنابل تنعى الأرض السمراء
والشجر المثمر يلبس خوفاً
تخشى أوراقه أن يصبح خبزا
الفلاح تمرد فأمتهن تسول
يروى عطشا وخبزا للولد
الصانع اضرب عن عمله
احتكر ثوب المصنع واراد ثراء
الكل مطحون وممزق وبمتاهه
لأنهم لم يعوا الوضع و الدرس
افترقوا عند موعد جمع
وتجمعوا بعد فوات الموعد
صاروا بلا هدف أو قائد
والقبر يعبث بالاموات
شواهد القبر ترصد بعيون خبير
خطوات الظل وتترقب حركات وسكون
والليل متخفى برداء مجذوبه
لعله بفعلته ينجو ويسير
الفجر سيأتى حتما وضرورى
فعلينا أن نسعى جميعا وبجهد
لفتح طريق النور للعمل للأفضل
محمد فوزى العليمى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق