الثلاثاء، 31 يناير 2023

سألتُ ليلى.كلمات المبدع: محمد الدبلي الفاطمي

 وعنْ فصل الشّتاء سألتُ ليلى

دع الأيّام تزهـــــــرُ بالأماني***لنقطف ما يروقُ من المــــــــجاني
مشينا في الطّريق بهمس خطوٍ***على طرفِ الرّصيف من الزّمان
وكنّا نرقــــــــــــبُ الأيّام فيــــنا***ونبحثُ في المكان عـــن المكانِ
وعنْ فصلِ الشّتاء سألتُ ليلى***فكانَ جوابـُـها قبـــــــــــــل الأوان
وقالتْ لي كلاماً جلّ قولاً***وفيه جرى اللّســــــــــــــــانُ مع البيانِ
////
نظرتُ تأمّلاً في جوْفِ ليلي***كأنّ اللّيـــــــــــــــــلَ من أعداءِ أهْلي
سألتُهُ عنْ ربـــــــيعٍ فرَّ منّا***وعنْ وطــــــــــــــــنٍ تبدّدَ في خيالي
فجاء الرّدُّ ضرباً بالرّصاصِ***وشنقاً في المـــــــــــــــعاقلِ بالحبالِ
وأَرْعَبني الرّصاصُ ببطْشِ نارٍ***تردّدَ وقْعُهُ وســـــــــــــــطَ الجبالِ
فما وجدَ الرّبيعُ سوى هروباً***وقدْ فقَدَ العـــــــــــــــديدَ من الرّجالِ
////
بكَتْ ليلى وأَهلُها في بلادي***وكُبِّــــــلَتِ القـــــــــــــوائـمُ والأيادي
وَصبَّتْ راجماتُ النّارِ حِقْداً***فحوّلتِ الحـــــــــــــــياةَ إلى جمـــادِ
بكتْ ليلى وحقّ لها البكاءُ***وقد هجــــمَ الخـــرابُ على البـــــــلادِ
وأُدْرِفَتِ الدّموعُ على خدودٍ***بها التّـــــــفّاحُ أزهرَ في البــــــوادي
وفي الشّام الأبيّ جرتْ دماءٌ***بضرْبِ النّار فـي وســــطِ العـــــبادِ
////
أتى فصل الرّبيع من الجنوبِ***فأرغَمهُ الشّـــمالُ على الهـــــروبِ
وما أهل الجنوب سوى عبيدٌ***وقومٌ منْ ســــماسرةِ الشّـــــــــعوبِ
بهائمُ في الخضوعِ قدِ استمرَّتْ***بِمشرقِها تســيرُ إلى الغـــــــروبِ
أرادتْ أنْ تُسافرَ في المآسي***وتفــرحَ بالشّـــــــــقاءِ وبالكــــروبِ
وتنعَمُ بالتّقـــــشّفِ في زمانٍ***يُمارسُهُ الشّمالُ على الجــــــــــنوبِ
////
أرى غربهم جــــمع الحسابا***وقرّر أن يعـــــــــــــــاقبنا عقــــــابا
فأرسل في الحروب لنا رعاعاً***أشاعوا الرّعبَ واغتصبوا الحجابا
وحُوصرتِ العروبةُ عبْر طوقٍ***أحطَّ لــــــــــــسانها وطوى الكتابا
وَجَيَّشَ للمــعاركِ كلّ وغْدٍ***وجنَّدَ منْ سـُـــــــــــــلالتنا الكـــــــلابا
وبالعمـلاء أخضعنا جميعاً***فداسَ العرْضَ وانتهــــــــــــــك الرّقابا
محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وافترقنا.. بقلم الشاعر السوري المبدع: أ / رائد سويدان

  وافترقنا قبل أن نلتقي مع الصرخة الأولى ... وعلى موعد مع الفقد كنا منذ أن تنفست صباحات الزهر منذ أن تنهَّد التوليب على حوافِّ خصركِ وانساب ...