الثلاثاء، 24 أكتوبر 2023

( لماذا لا تَستطيع الفتاة تزويج نفسها بنفسها ؟ )المحامي عبد الكريم الصوفي

 ( لماذا لا تَستطيع الفتاة تزويج نفسها بنفسها ؟ )

مع كل التطور الذي شهدته الكثير من الدول العربية والإسلامية في الكثير من المجالات ... ولكن المرض المستحكم بهذه المجتمعات ... وإندفاعها المستغرب بتقليد مظاهر الحياة الأوروبية ... على إعتبارها أرقى وأكثر تحضراً ...
غير أن قانون الأحوال الشخصية في بلداننا لا يزال يشترط موافقة ولي الأمر على عقد زواج الفتاة أو المرأة المطلقة أو تلك التي توفي عنها زوجها ... ومهما يكن عمرها .
أنا لا أنكر الضرورة الدينية والإجتماعية لإعلام ورضى ولي الأمر الذي يتعهد الفتاة أو تلك المطلقة أو الأرملة بالرعاية والعناية والإنفاق في الكثير من الحالات ...
ولكن قد تستجد ظروف قاسية وشديدة الصعوبة كتلك التي تواجهها المنطقة هذه الأيام ... وما ترتب عليها من إشكالات غياب ولي الأم أو إنقطاع أخباره وصعوبة إستصدا قرار قضائي بإعتباره مفقوداً أوبحكم المتوفي ... وفي هذه الحالة تنتقل الولاية على الفتاة أو الإمرأة إلى عمها إن وجد أو إبن عمها البالغ الراشد ... مع ما يترتب على ذلك في الكثر من الأحيان تعنت هذا الولي ورفضه للخطيب لأي سبب كان ولو كان السبب تافهاً ... لاسيما وأن رسولنا الكريم يقول : إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه .
علماً بأن قانون الأحوال الشخصية يتضمن مادة مستمدة من الشريعة الغراء تنص على أن قاضي الشرع هو ولي من لا ولي لها ... كما ينص على أنه إذا كان ولي الأمر متعنتاً في رفضه ولم تكن الأسباب التي أوردها تشكل أسبابا جدية للرفض فإن لقاضي الشرع أن يحل محله بالموافقة على عقد القران ...
إستناداً إلى القاعدة الفقهية التي تنص على أن القاضي الشرعي ولي من لا وليٌَ لها
علماََ بأن أهلية الفتاة للزواج هي إتمامها للسابعة عشر من عمرها ... وليس الثامنة عشر كما هو سن الرشد في القضايا المدنية والجزائية الأمر الذي تسبب بإشكال يتعلق بأهلية الفتاة للزواج وهي لا تزال قاصراً في نظر القوانين الوضعية .
إن أهلية الفتاة او المرأة لتزويج نفسها لا سيما في هذه الظروف الصعبة ... هو موضوع للدراسة والنقاش ...
فهل أنتم مع أو ضد ؟ وماهي المبررات ؟
تحياتي للجميع .
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

((ثِمارُ الجحيمِ)).. أحاسيس: مصطفى الحاج حسين.

  ((ثِمارُ الجحيمِ)).. أحاسيس: مصطفى الحاج حسين. تحجَّرَ حُبّي واشتعلَ الظّلامُ بأصابعي وأثمرَتْ رُوحي المقابِرَ وتكلّلَ قلبي بالخيبةِ و...