البَوصَلَة
وَتَرٌ عَلَى رُبَى الأَحْلَامِ مُنْتَفِضٌ
قَدْ فَاضَ شَوْقًا فَارْتَدَّ مُنْتَحِرُ
صَمْتٌ غِلَافُ الرُوحِ غُرْبَتَنَا
سَيْلُ الحُرُوفِ فِي السُدِّ مُنْحَصِرُ
المَاءُ جَفَّ وَ القَلْبُ مُنْكَسِرُ
حَدَّثْتُ بَوْصَلَةَ الوَقْتِ عَنْ وَجَعِي
قَالَتْ سَتَنْجُو لَوْ شَاءَ لَكَ القَدَرُ
خَلْفَ السِتَارِ لَاحَتْ لَنَا سُحُبُ
فِي ثَغْرِهَا الحَرْفُ و فِي كَفِّهَا المَطَرُ
لَمَّا سَقَتْنِي الرِيحُ وِحْشَتَهَا
فَتَحْتُ صَدْرِي لِلْرِيحِ أَخْتَبِرُ
مِنْ أَيْنَ يَأْتِي الصَبْرُ يَا وَطَنِي
النَهْرُ جَفَّ وَ الدَلْوُ مُنْقَعِرُ
سَبْعُونَ عَامًا يَا عَرَبُ نَنْتَحِبُ
ضَمِيرُكَ مَاتَ وَ أَنْتَ تَسْتَتِرُ
عَزِّي عُرُوبَةً ضَحَّتْ بِثَائِرِهَا
فِي عِيدِهَا ذَبَحُوا وَ مِنْ ذِقْنِهَا سَخِرُوا
فِلِسْطِينُ تَعْجِنُ فِي التَابُوتِ حِنَتَهَا
عُرْسُ الشَهِيدِ إِذَا زَغْرَدَ القَمَرُ
عَجِيبٌ أَمْرُ حُكَامِنَا العَرَبُ
بَاعُوا الأَمَانَةَ وَ مَا رَدُّوا لَهَا خَبَرُ
تَرَى ذُنُوبَهُمْ تَتَرَاقَصُ طَرَبًا
أَمَّا الكِلَابُ فَلَيْسَ طَبْعُهَا الغَدْرُ
بَصِيصُ نُورٍ مَازَالَ يَسْأَلُنِي
أَيْنَ الشَهَامَةُ أَيْنَ نَخْوَةُ البَشَرِ
بَصِيصُ نُورٍ لَوْلَاهُ مَا رَبَطَتْ
هَذِي الجِبَاهُ عُقْدَةَ الأَمَلِ
لَوْ جَاءَ يَسْأَلُنِي هَلْ فِي الصَدْرِ مُتَسَعٌ
فِلِسْطِينُ مِلْءَ القَلْبِ وَ العَقْلٍ وَ النُذُرِ
يَا حَائِطَ المَبْكَى اِحْرِقْ جَمَاجِمَهُمْ
جَاؤُوكَ يَبْكُونَ وَ دِمَؤُنَا اِنْهَدَرَت
فِي القُدْسِ أَرْصِفَةٌ شَهِدَتْ مَوَاقِفَهُم
غَازُونَ مُحْتَلُونَ وَ القَتْلُ مُنْهَمِرُ
عُودٌ نَمَى مَا الذَنْبُ يُقْتَلَعُ
طِفْلٌ بِلَوْنِ الوَرْدِ هَلْ قَتْلُهُ قَدَرُ
يَا أُمَّةَ التَوْحِيدِ هُبِّي لِمَخْمَصَةٍ
فِي جِيدِكِ التَارِيخُ يَغْفُو بِلَا حَذَرٍ
نَرْتَاحُ هَلْ نَرْتَاحُ وَ الطِفْلُ يَرْتَعِدُ
مَوْتٌ عَلَى الأَبْوَابِ وَ الخَوفُ مُنْتَشِرُ
فِلِسْطِينُ بَوْصَلَةٌ حُلُّوا مَرَاكِبَكُم
الحَقُّ أَنْتِ وَ الحَقُّ يَنْتَصِرُ
الهاشمي البلعزي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق