الخميس، 30 نوفمبر 2023

( حِوار ... وبعضُ أزهار ) الشاعر: عبد الكريم الصوفي

 ( حِوار ... وبعضُ أزهار )


جَلَسَت لِجانِبي تَرمُقَ المَشهَدَ

نَفَسُُ من عُمقِهِ صَدرَها ... والزَفرَةُ قد أسرَفَت تَنَهٌُدا

مَلامِحُُ حَزينَةُُ ... وفِكرُها لَم يَزَل شارِدا

ويَشهَدُ أُفقُنا يَصرُخُ يا لَها أحزانَها ... ويَشهَدُ ذاكَ المَدا

تَلَبٌَدَت أرجاءَهُ بالغُيوم ... يا وَيحَهُ كُلٌَما تَلَبٌَدَ

كَسيرَةُُ في لَحظِها ... تَهمُسُ الكَلِمات ... وَثَغرُها قَد أوصِدَ

تَثاقَلَ لِسانُها والشِفاهُ عَلٌَها تَراعَشَت نَكَدا

يا لَلجَمال زاهِياََ رُغمَ أحزانِها لا يَبهَتُ بَل هُوَ مٌشرِقُُ أبَدا

مَلامِحُ الأحزانِ في وَجهِها ... لا تَطمُسُ الجَمالَ إن جُسٌِدَ

خاطَبتها : يا غادَتي ... ما نَفعها الأحزان وسَيفُكِ مِن غِمدِهِ قَد جُرٌِدَ ؟

هَل تَرغَبي أن تُشمِتي بِكِ العِدا

تَماسَكي يا حُلوَتي تَفاءَلي ... وغادِري النَكَدَ

تَمَرٌَدي ... فَروعَةُ المَهرَةِ أن تَمتَطي التَمَرٌُدَ

قالَت : لَقَد خانَني ... هُوَ الٌَذي غادَرَ عِشٌَنا ... وشاقَهُ عَن حُبٌِنا أن يَشرُدَ

أجَبتها : يا مَهرَةََ حُرٌَةََ خِيانَةُُ في طَبعِهِ ... والطَبعُ لا يَقبَلُ التَعَوٌُدَ

لا تَحزَني مِن هَجرِهِ فَإنٌَهُ رَحمَةُُ فالخائِنٍ يُصَنٌَفُ بَينَ العِدا

لِتَأخُذي بِكُلٌِ حَزمٍ أمركِ ... لاتُكثِري التَرَدٌُدَ

فَأشرَقَ وَجهُها تَبَسٌَمَت ... والخَدٌُ قَد تَوَرٌَدَ

يا فِتنَةَ الخَدٌَين ... والشِفاهُ زانَها قَطرُ النَدى

نَظَرَت نَحوِيَ والوِدٌُ مِنها بادِيا ... قَد أسرَفَت تَوَدٌُدا

قالَت : وهَل طَبعكَ ... لا يَقبَلُ الخِيانَةَ يا فَتى ؟؟؟ ...

والوِدٌُ في لَحظِها كالسَيفِ إن جُرٌِدَ

أجَبتها : ... ما رأيَكِ ؟ فأطرَقَت خَجَلاً

أتبَعتُ قائِلاً : ... هَل هُوَ التَرَدٌُدُ قَد بَدا ؟

هَتَفَت ... في هذه لا أعرِفُ التَرَدٌُدَ

بقلمي

المحامي عبد الكريم الصوفي

اللاذقية ..... سورية 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متاريسُ الصَّدى.. أحاسيس: مصطفى الحاج حسين.

  * متاريسُ الصَّدى.. أحاسيس: مصطفى الحاج حسين. قمر يسفُّ النّدى وسماء تبطشُ بالدّروبِ الصّاعدة نحو سياج انتظاري أهزُّ العتمة من أكتافها وأس...