تحت المطر
مشيتُ وحدي والمطرُ
يعزفُ ألحانَ الحنينْ
خطايَ تُوقظُ في الطريقِ
ظلالَ حلمٍ مُستكينْ
وكان قلبي مِثلَ طفلٍ
في الزحامِ بلا غطاءْ
يبحثُ عن دفءِ العيونِ،
عن دعوةٍ نحو السماءْ
والماءُ فوق جدائلي
نسجَ الغرامَ بلا خجلْ
وكتبْتُ باسمك في الهواء،
كأنني أهوى الأملْ
وكم اشتقتُ إلى بسمتهِ الساحرة
إلى ذاك الوجهِ، للفرحةِ العابرة
يُشرقُ كالشمسِ حينَ يأتي،
ويُطفئُ ليلي، ويبثُ العزيمةَ الباهرة.
يا أيها القلبُ، كيفَ تغفو؟
وفيك حنينٌ كالنارِ مستعرة
هل أنتَ أعمى عن الزمنِ، أمْ
خدعوكَ وأوهموكَ بالراحةِ الزائلة؟
حُرٌ أنت، رغمَ القيودِ،
رغم السلاسلِ، والدموعِ الغامرة
لكنّ الحبَّ في داخلكَ
يُحيي الحياةَ، ويجعلُ الأرضَ زاهرة.
وكم اشتقتُ إلى بسمتهِ الساحرة
كأنّها الوعدُ، كأنّها الكلمةُ الطاهرة
يا ليتَ الزمنَ يُعيدُني إليهِ،
ليُخففَ ثقلَ الغربةِ القاتمة!
يا وجههُ الوضّاءُ كالنجمِ في الليالي،
ويا كفَّيهِ، تمحو جروحَ السؤالِ.
أحنُّ إليهِ كطيرٍ يبحثُ عن ملاذٍ،
وكغريقٍ ينتظرُ رمشَ الهلالِ.
بسمتهُ، كالعِيدِ تأتي بالأماني،
تُعيدُ للنفسِ حُلمًا كانَ فاني.
لو كانَ للفرحِ صوتٌ يُنادي،
لَنادَى بسمتَهُ: فلتكن أنتَ الجاني.
يا من غابَ، لكنهُ في القلبِ حاضرُ،
كأنَّ صمتهُ قصةٌ لا تنامُ، لا تَغادرُ.
وكم غمرتني ذكرى لقاهُ،
كغيمةٍ تمطرُ فوقَ الصحارى.
وكم اشتقتُ لضحكةِ عينيهِ،
كأنَّ الحُلمَ يُشرقُ في وجنتيهِ.
كانَ الندى يخجلُ إن مرَّ بقربهِ،
وكأنَّ الوردَ يستوحي شذاهُ منهُ.
يا غائباً عن العينِ، حاضرًا في الفؤاد،
أيُّ دربٍ يأخذني حيثُ نجدُ الميعاد؟
وهل الليلُ يُخفي طولَ انتظاري؟
أم أنَّه الحُلمُ الضائعُ بين الأنفاسِ؟
قلبي يناديه: هل عادَ زمنُ اللقاء؟
أم أنَّ الرياحَ تسيرُ بلا رجاء؟
يا ليتَ الوقتَ يتوقفُ عند بسمتهِ،
فهي الدواءُ لكلِّ جروحِ الشتات.
بقلمي فاطمة الزهراء
فاطمة طهري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق