"نسغُ الروح"
ينزفُ الجذرُ
حين يتأخّرُ الضوءُ عن التجلّي،
ويتعثرُ الصباحُ
في فمِ الشكِّ،
كأنّ اليقينَ
قد أضناهُ الانتظار.
نسغُ الروحِ،
ذلك السرُّ المُختبئُ
في رعشةِ الورقةِ
وأنينِ الغصن،
لا يُرى،
لكنّه يدفعُ الحياةَ
كأنّه الدعاءُ المستتر
في صدرِ الغيب.
نمشي على ظلالِ الماءِ
ولا نبلغُ الضفاف،
كأنّ العطشَ
منفى الروحِ،
والارتواءُ
أملٌ يُولدُ خلفَ السراب.
نسغُ الروح،
حين يعبرُ فينا،
تتهشّمُ الساعاتُ
على زجاجِ المعنى،
وتغدو المرايا
كلماتٍ تُصلّي
دونَ لسان.
نحملُ أرواحَنا
كجذوعٍ مُشتعلة،
نمضي نحو الغيمِ
لا نرجو المطر،
بل نرجو أن نبقى
نيراناً من نور.
أيها الزمنُ المُعلّقُ
في سقفِ الإدراك،
أما تعبتَ
من مطاردةِ المعنى
بين حروفٍ
تخونُ صوتها؟
نسغُ الروح،
ليس ما نراهُ،
بل ما يُضيءُ
حين تصمتُ الحواس،
وتُولدُ البصيرةُ
من أعماقِ الغياب،
كأنّ البدءَ
لم يكن لحظةً،
بل سؤالاً
ما زال يبحثُ عن صوته.
بقلم دنيا محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق