مخاض ألم
الدّهر يبكي و من أبكاه يعتبر
و الصّبر درع إذا ما أنهك الكدر
مصيبتي خبّلت أسلاك أنظمتي
اِزورّ ما كنت من آمال أنتظر
ممّا براني سهرت اللّيل أسأله
تخفيف ما كاد في الأعماق ينفجر
لو ينطق الصّمت بالآلام أخبركم
عن حالتي بعد من أحببتهم قبروا
لا شيء يعجبني لا ورد مبتسما
و لا بنفسج في البستان منتشر
غدا النّواح يؤاسيني و يلهمني
نظمي قوافٍ بها الأوجاع تستتر
ترى عيونا من الأوهام ذابلة
بين الحروف و حزنا تكتم الصّور
في داخلي حرقة شعري يبوح بها
تخبو ببيت و في أبيات تستعر
يأتي اٌرتجالا و يأتي كلّما خنقت
نوائب الدّهر أنفاسي فتنكسر
مكانة الشّعر في قلبي موثّقة
منذ الصِّبا و لها في مهجتي أثر
و الرّوح إن ظمئت فالشّعر ينعشها
كالأرض ينقذها من جدْبها المطر
تقتات من ثمرات الشّعر عاطفة
كالسّمع يُطربه ما يعزف الوتر
للشّعر كم من مزايا المرء يجهلها
إذا تعطّلتِ الآراء و الفكر.
محمد المطاوع تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق