(دُنيايَ)
-قصيدة وجدانية-
رُدِّيْ إِلَيَّ مُشَرَّدَ الأَحلامِ
دُنيايَ! وأَعِيدِي أَجِيجَ غَرامِيْ
كَم هِمتُ في غابِ الجَمالِ مُوَلَّهَاً
قَد كُنتُ أَقنَعُ بِالكَفافِ مِنَ الدُّنَى
حُرَّاً وأَرعَى صُحبَةَ الآلامِ
وَأَغِيْبُ في أَلَقِ الخَيالِ فَأَجتَنِي
مِنْ رَوضَةِ الإِيحاءِ كُلَّ مَرامِيْ
وَأَتوقُ لِلحُسنِ الطَّلِيقِ مُنَوَّعَاً
وَأَضِيْعُ بَينَ مَواسِمِ الإِلهامِ
رُدِّيْ إِلَيَّ صَبابَتِيْ وَبَراءتي
وَخُذي المَلالَةَ والعَناءَ الدَّامِيْ
وَدَعِيْ الصَّفاءَ لِمُهجَةٍ قَد هَدَّها
صَخَبُ الحَياةِ وَخَوفَها المُتَنامِي
صَوَّحتِ زَهْرَ قَصائِدِي وَرَمَيتِ بِي
في زَحمَةِ الأشكالِ والأَرقامِ
فَلْتَهجُرِيني في مَتاهاتِ الرُّؤى
خَلفَ الزَّمانِ وَقَسْوَةِ الأَيَّامِ
أََجتابُ وادي الصَّمتِ أَلتَمِسُ الهَوى
فِي ظِلِّ أَطلالٍ ، وَعِندَ رُكامِ
اَنا لَستُ أَحيا لِلأَنانِيَةِ التي
يَشْتَمُّها المَخدوعُ طِيَّ كَلامِيْ
بَلْ عِشتُ لِلْفَنِّ الرَّفيعِ ، وَمُهجَتِي
وَقْفٌ لِكُلِّ مُصادَرِ الأَحلامِ
أَصغِيْ إِلَيَّ إِذا شَدَوتُ فَإِنَّهُ
ظُلْمٌ شُرودُ الأُذْنِ عَنْ أَنغَامِيْ
لا أَبْتَغِي مِنْكَ الثَّراءَ ولا العُلا
بَلْ كُلُّ ماأَبْغِيهِ فَكُّ لِثَامِي
وَإِذا غَدَوتِ تِجارَةً وَنِخاسَةً
والحَقُّ بِيْعَ بِنَزوَةٍ وَطَعامِ
والحُسنُ شَانَتهُ الحِسانُ وَصانَهُ
مِثْلِيْ وَظَلَّ يَهِيْمُ فِيْ اَوهامِ
أَبْقِيْ لِسانِيَ صَادِحَاً وَتَشاغَلِيْ
عَنِّيْ بِنَظرَةِ مُبْصِرٍ مُتَعَامِ
(من أشعارِ الشباب)
شعر ؛ زياد الجزائري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق